رحلتى إلى الإيمان

في البداية أعرب عن عميق تقديرى لمحكمة عدل الكوميسا لاتاحتها لى فرصة التدريب فيها. ولقد كانت بحق فرصة عظيمة لتحقيق النمو على المستويين الشخصى والتنظيمى.

ولدت كغيرى من الأطفال الطبيعيين في 14 سبتمبر 1990. وترعرعت في أوموجا، إيست لاند في نيروبى. وبدأت أشعر أثناء دراستى في المستوى السادس بعدم القدرة على تصفح الكتب المكتوبة بالخط الدقيق. وبدأت أعانى من صعوبة المشاركة في الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم التى كنت أفضلها على غيرها. وعند سن الخامسة عشر أصبحت أعانى من تشويش الرؤية بشكل أكبر. وعقب زيارة لعيادة العيون تم منحى نظارات طبية. وطمأن اختصاصى البصريات والدى بأن الأمور تسير على ما يرام وأن ضعف القدرة على الابصار هو أمر شائع وأن قدرتى على الإبصار سوف تتحسن مع استخدام النظارات. وقد عززت كلماته هذه من إيمانى. وسخرت جل وقتى للقراءة. وقد كنت سعيدا بارتداء النظارات والشعور بأننى مثل الأستاذة الأمر الذي ساعدنى في التغلب على المتهكمين.

المثابرة على العمل

خلال السنوات التالية تواصل التدهور في قدرتى على الإبصار على الرغم من استخدام النظارات. وساءت الحالة وفي 2005، عندما كنت بصدد التحضير للجلوس للامتحانات الأولية النهائية كنت كثيرا ما اتعثر على الأشياء أو أصطدم بالأشخاص القادمين ناحيتى. وبعون الله فرغت من أداء الامتحانات وأحرزت 407 درجة من مجموع 500 درجة. وتحصلت على القبول والالتحاق بمدرسة أبار هيل العليا في نيروبى. وواصلت مثابرتى لأصبح مستمعا ممتازا تعويضا عن قدرة البصر الآخذة في التدهور. وجلست لامتحانات الثانوية العامة والتحقت عقب ذلك بالجامعة الكاثوليكية لشرق أفريقيا في كينيا لنيل شهادة القانون. عندها شرع حلم طفولتى في التحقق.

وتخرجت من الجامعة بدرجة الشرف الثانية القسم الأعلى والتحقت بمدرسة القانون الكينية لنيل الدبلوم فوق الجامعى في القانون ونجحت في إحرازه. وتم في 2017، قبولى في نقابة المحامين للترافع أمام المحكمة العليا في كينيا. وكان ذلك حلما أصبح حقيقة. ولطالما كانت تراودنى فكرة أن أصبح مستشارا كبيرا منذ سنوات الدراسة الباكرة. ثم تزوجت من نيكول مونيفا موسيمبى.

وعقب ذلك التحقت بجامعة أفريقيا الإدارية في 2018، لنيل درجة الماجستير في إدارة الأعمال والقيادة. وعانيت من صعوبة الدراسة مما أرغمنى على التوقف. ولم أعد قادرا على التعرف على وجوه الناس كما أدت حالة الصداع المتكررة إلى صعوبة مذاكرة الدروس. وكنت في ذلك الحين أعمل مع المجلس الوطنى للكنائس في كينيا.

قصور القدرة على الإبصار

أثناء العمل قمت بزيارة مختلف المستشفيات لإجراء فحوصات طب العيون المتخصصة. وتم تشخيص الحالة على أنها التهاب الشبكية الصبغى. وهى حالة مُستفحلة تؤدى إلى تدمير الشبكية مسببة قصور النظر. وبالنسبة لوضعى فقد اقترنت الحالة بما يُعرف باعتلال البقعة الصفراء وهى حالة ثانوية مُستفحلة تؤثر أيضا على الشبكية. وتتميز الحالة بحدوث العمى الليلى وضعف الرؤية المحيطية والمركزية. ولايوجد علاج معروف للحالة إلا أن هناك عدد من الأبحاث الطبية التى تُجرى بشأنها.

ولم يكن العام 2020، خاليا من التحديات ففي شهر ديسمبر فقدت عملى مع مجلس الكنائس الكينى مما أصابنى بحزن كبير، هذا عوضا عن معاناتى مع الإعاقة البصرية والعناية بأسرتى لاسيما أننى مازلت حديث عهد بالحياة الزوجية. وقد شهدت وسمعت قصصا عن زيجات انهارت عقب إصابة أحد الزوجين بحالة مرضية طويلة أو دائمة. وأشكر الله الذى منحنى نيكول التى أصبحت استمد قوتى منها.

وفيما بعد قمت بالتسجيل والإلتحاق بالجمعية الكينية لفاقدى البصر وبدأت في تلقى دورات تأهيلية في القدرة على الحركة والتدريب التكيفى على الحاسوب. كما قمت أيضا بالتسجيل في المجلس الوطنى لذوى الإعاقة وجمعية المعاقين بدنيا.

التعود على الوضع

لم يكن الوصول إلى التعود على حقيقة أننى ربما أصبح فاقدا لحاسة البصر بشكل تام أمرا يسيرا. فقد أصبحت قدرتى على الإبصار متدنية جدا إلا أن الأمل مازال يحدونى باكتشاف علاج لحالتى. ومع ذلك فإننى اتخذ التدابير لأكون مستعدا.ولم يكن الامتثال لنصائح الأطباء المتعلقة باستخدام حمية غذائية خاصة وتناول المكملات الغذائية وزيارات المراقبة المتواصلة أمرا يسيرا وذلك بالنظر إلى طابعها مرتفع التكلفة والإيرادات المحدودة لأسرتى.

وإننى أناشد الكوميسا وغيرها من المؤسسات الشريكة والعاملين للقضاء على الظلم الاجتماعى وتبنى العمل الايجابى وزيادة إشراك ذوى الإعاقة والمرأة والمهمشين. فالإعاقة تتعلق بإدراك ما إذا كان من الممكن قيامى بأشياء يتم تكليفى بها.

This post is also available in: English (الإنجليزية)